رمضان فى مكة له روحانيات خاصة و قد لا يشعر بها إلا فى هذا المكان و خاصة بوجود الحرم المكى على أرضها و هو مهوى الأفئدة و مؤلفها ، و يزدحم الناس فى شوارع مكة قبل رمضان لتعبئة ماء زمزم و نقله للبيوت فيكاد لا يخلو بيت منه.
و ينتشر بيع المأكولات و المشروبات الرمضانية اللذيذة فى مكة و خاصة مشروب السوبيا الذى يصنع من الشعير و الزبيب و كذلك البليلة و هى أشهر ماكولات رمضان و كذلك و الفول الذى لا تكاد تخلو أى سفرة إفطار منه فى مكة و بعد رؤية الهلال يبدأ مدفع رمضان فى الإنطلاق بسبعة طلقات صوتية مع علو تهليل الاطفال بعد كل طلقة فرحين بقدوم رمضان.
و هو مدفع قديم يتم إخراجه كل عام فى رمضان و يقوم بإطلاق طلقاته يومياً على الإفطار و السحور ثم يتم إرجاعه لتنظيفه و يخرج مع قدوم رمضان التالى.
و ننتقل إلى الحرم المكى حيث يكثر المعتمرين فى رمضان و خاصة فى العشر الاواخر من رمضان يأتون من كل حدب و صوب تتعدد أجناسهم و لهجاتهم و ألوانهم و تتحد قلوبهم على حب الله
و خدمة المعتمرين نهج تتوارثه الاجيال فيأتى الأطفال و الشباب من عائلات مكة لتوزيع القهوة العربية والتمر على المصليين فى المسجد الحرام
كما تمد موائد الإفطار فى الحرم فى كل مكان باللبن و التمر و المخبوزات يتناولها الصائمون ثم يشرعون فى الصلاة ثم يخرجون أفواج يملئون الشوارع لقضاء احتياجاتهم.